الصبر على الطاعة من أفضل أعمال البر
قال الشافعي رحمه الله: لو لم ينزل من القرآن إلا هذه السورة لكانت كافية وحجة على الأمة.
وما قاله شيخ الإسلام هو الحق، فقد قرن الله بين الصبر والإيمان والعمل، حيث قال في سورة العصر:
{ وَالْعَصْرِ * إِنَّ
الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
والدليل
على ذلك أن كثيراً من الخلق يسهل عليهم الصبر على المصائب والبلايا وعن
المعاصي، ولكن قليل منهم من يصبر على طاعة الله عز وجل، بل من الناس من
يصبر على المعاصي ويتحمل من أجلها ما لا يتحمل معشار معشاره على طاعة الله
عز وجل.
قال
المزني رحمه الله:سمعتُ الشافعي رحمه الله يقول: رأيتُ بالمدينة ـ المنورة
ـ أربع عجائب، رأيتُ جَدَّة بنت إحدى وعشرين سنة، ورأيتُ رجلاً فلسه
القاضي في مدين نَوَى، ورأيتُ شيخاً قد أتى عليه تسعون سنة، يدور نهاره
أجمع حافياً راجلاً على القينات يعلمهن الغناء، فإذا أتى الصلاة صلى قاعداً
ونسيتُ الرابعة
وما
تعجب منه الشافعي، وحق له أن يعد ذلك من العجائب، مُشاهَد، فإنك تجد
البائع واقفاً في سوقه من الصباح إلى المساء لا يفتر ولا يقعد، وكذلك مشجع
الكرة يقف على رجل واحدة ويصيح بملء فيه ويدخل الملعب قبل ثلاث ساعات من
موعد المباراة، وتجد الفنان يقيم الحفلة إلى مشارف الصبح، والمصلي يخرج من
المسجد يقف يتكلم في أمور الدنيا الساعة والساعتين، وغيرُهم كثير، فإذا
استغرقت الصلاة ربع ساعة، أو اطمأن الإمامُ في ركوعه وسجوده قليلاً، قامت
الدنيا ولم تقعد
وتضجَّر
الناسُ، واشتكوا، ومنهم من يشكو الإمام إلى المسؤولين وإلى لجنة المسجد،
ورفع في وجه الإمام كلمة الحق التي يريدون بها باطلاً:
[ من أم الناس فليخفف ، فإن فيهم السقيم والكبير وذا الحاجة ]
الراوي: أبو هريرة وأبو مسعود الأنصاري وعثمان بن أبي العاص المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: الاستذكار - الصفحة أو الرقم: 2/159
خلاصة حكم المحدث: ثابت
خلاصة حكم المحدث: ثابت
وكأن
الصحابة رضوان الله عليهم الذين كان يؤمهم الرسول صل الله عليه وسلم في
المغرب أحياناً بالأعراف والصافات، والذين أمهم أبوبكر الصديق مرة بالبقرة
كلها في صلاة الصبح، والذين كثيراً ما كان يؤمهم عمر في الصبح بيوسف وهود،
والنحل ليس فيهم مريض ولا ضعيف؟
No comments:
Post a Comment